كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
يوم بئر معونة شهيدا ، وأما عثمان فلحق بمكة ، فكان بها حتى مات كافرا . قال : فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه طمعوا في الأجر ، فقالوا : يا رسول الله ، أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجرا المجاهدين ؟ فأنزل الله تعالى فيهم : إن الذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ، قال : وقسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الفيء فجعل أربعة أخماسه لمن أفاءه ، وخمسة إلى الله ورسوله . قال ابن هشام : وهي أول غنيمة غنمها المسلمون ، وعمرو بن الحضرمي أول من قتل المسلمون ، وعثمان و الحكم أول من أسر المسلمون . وفي هذه السرية سمى عبد الله بن جحش أمير المؤمنين . وقال عبد الله بن جحش في هذه الواقعة ، ويقال إنها لأبى بكر الصديق رضى الله عنه ؛ والذي صححه ابن هشام أنها لعبد الله بن جحش ، أبياتا يخاطب بها قريشا : مسلمون . وفي هذه السرية سمى عبد الله بن جحش أمير المؤمنين . وقال عبد الله بن جحش في هذه الواقعة ، ويقال إنها لأبى بكر الصديق رضى الله عنه ؛ والذي صححه ابن هشام أنها لعبد الله بن جحش ، أبياتا يخاطب بها قريشا :
تعدون قتلا في الحرام عظيمة . . . وأعظم منه لو يرى الرشد راشد
صدودكم عما يقول محمد . . . وكفر به والله راء وشاهد
وإخراجكم من مسجد الله أهله . . . لئلا يرى لله في البيت ساجد
فآنا وان عير تمونا بقتله . . . وأرجف بالإسلام باغ وحاسد
سقينا من ابن الحضرمي رماحنا . . . بنخلة لما أوقد الحرب واقد
دما وابن عبد الله عثمان بيننا . . . ينازعه غل من القد عاند
ذكر غزوة بدر الكبرى ويقال فيها بدر القتال ، وما يتصل بها
كان سبب هذه الغزوة أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سمع بإقبال أبى سفيان بن حرب من

الصفحة 10