كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 101 """"""
قال : ولما أجلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بنى النضير ، قال : امضوا فإن هذا أول الحشر وإنا على الأثر .
وأنزل الله عز وجل في بنى النضر سورة الحشر بكمالها .
يقول الله تعالى : " وهو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الؤمنين فأعتبروا يا أولى الأبصار . " قال الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبى النيسابوري ، رحمه الله : أهل الكتاب بنو النضير من ديارهم التى كانت بيئرب لأول الحشر قال الزهرى : كانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما مضى ، وكان الله عز وجل قد كتب عليهم الجلاء ، ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا ، قال : وكانوا أول حشر في الدنيا حشر إلى الشام . وقال الكلبى : إنما قال : لأول الحشر لأنهم أول من حشر من أهل الكتاب ، ونفروا من الحجاز . وقال مرة الهدانى : كان هذا أول الحشر من المدينة ، والحشر الثانى من خيبر وجميع جزيرة العرب إلى أذرعات وأريحا من الشام في أيام عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وعلى يديه . وقال قتادة : كان هذا أول الحشر ، والحشر الثانى : نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ، تبيت معهم حيث باتوا ، وتقيل معهم حيث قالوا ، وتأكل منهم من تخلف .
ما ظننتم أيها المؤمنون أن يخرجوا من المدينة وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله حيث دربوها وحصنوها فأتاهم الله أي أمر الله وعذابه من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب قيل : بقتل سيدهم كعب بن الأشرف .
يخربون بيوتهم بأيديهم قال ابن إسحاق : وذلك لهدمهم

الصفحة 101