كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
الشام في العير التي لقريش ، وهي التي خرج إليها في غزوة ذي العشيرة ، وكان فيها أموال قريش وتجاراتهم ، وفيها منهم ثلاثون أو أربعون ، منهم مخرمة بن نوفل ، وعمرو بن العاصي بن وائل ، فندب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المسلمين إليهم ، وقال : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها ، فانتدب الناس ، فخف بعضهم وثقل بعض . وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ، ويسأل من لقى من الركبان عن أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بحوفا على ما معه ؛ فأخبره بعض الركبان : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد أستنفر أصحابه لقصده ، فحذر عند ذلك ، وأستأجر ضمضم بن عمرو الغفارى ؛ فبعثه إلى مكة ، وأمره أن يستنفر قريشا إلى أموالهم ، ويخبرها أن محمدا قد عرض لها في أصحابه ؛ فأسرع ضمضم إلى مكة .
ذكر رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب وخروج قريش إلى بدر
قال محمد بن إسحاق رحمه الله بسنده إلى عبد الله بن عباس ، وعروة بن الزبير رضى الله عنهم . قالا : ورأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة رؤيا أفزعتها ، فبعثت إلى أخيها العباس ، فقالي له : والله لقد رأيت رؤيا أفظعتني وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر أو مصيبة ، فاكتم عنى ما أحدثك به ، قال : وما رأيت ؟ قالت : رأيت راكبا أقبل على بعير حتى وقف نالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته : أل انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ، فأرى الناس اجتمعوا ، ثم دخل المسجد

الصفحة 11