كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 111 """"""
مسعود الأشجعى مكة ، فقال له أبو سفيان : إني قد واعدت محمدا وأصحابه أن نلتقى ببدر ، وقد جاء ذلك الوقت ، وهذا عام جدب ، وإنما يصلحنا عام خصب غيداق ، وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج فيجترئ علينا ، فنجعل لك عشرين فريضة يضمنها إليك سهيل بن عمرو على أن تقدم المدينة فتخذل أصحاب محمد . قال : نعم .
فحملوه على بعير ، فأسرع السير حتى قدم المدينة ، فأخبرهم بجمع أبى سفيان لهم وما معه من العدة والسلاح ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : والذي نفسى بيده لأخرجن وإن لم يخرج معى أحد .
واستخلف على المدينة عبد الله بن رواحة ، وسار بالمسلمين وهم ألف وخمسمائة ، والخيل عشرة أفراس ، وحمل لواءه علي بن ابى طالب ، وخرج المسلمون ببضائع وتجاراتهم لهم ، وكانت بدر الصغرى مجتمعا فيه العرب ، وسوقا تقوم لهلال ذي القعدة إلى ثمان تخلو منه ، ثم يتفرق الناس إلى بلادهم .
فانتهى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه إلى بدر ليلة هلال ذي القعدة ؛ وقامت السوق صبيحة الهلال فأقاموا بها ثمانية أيام ، وباعوا ما خرجوا به من التجارات ، فربحوا للدرهم درهما ، وانصرفوا ، وقد سمع بمسيرهم ، وخرج أبو سفيان بن حرب من مكة في قريش ، وهم ألفا ومعهم خمسون فرسا حتى انتهوا إلى مجنة - وهي مر الظهران - ومنهم من يقول : بلغوا عسفان . ثم قال : ارجعوا فإنه لا يصلحنا إلا عام