كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 112 """"""
خصب غيداق ، نرعى فيه الشجر ونشرب اللبن ، وعامكم هذا عام جدب ، وإنى راجع فارجعوا . فسمى أهل مكة هذا الجيش جيش السويق ، يقولون : خرجوا يشربون السويق . قال : وقدم معبد أبن أبى معبد الخزاعى مكة بخبر مسير رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - وأصحابه ، فقال صفوان بن أمية لأبى سفيان : قد نهيتك يومئذ أن تعد القوم وقد اجترءوا علينا ورأوا أن قد أخلفناهم .
وقال عبد الله بن رواحة :
وعدنا أبا سفيان وعدا فلم نجد . . . لميعاده صدقا وما كان وافيا
فأقسم لو وافيتنا فلقيتنا . . . لأبت ذميما وافتقدت المواليا
تركنا به أوصال عتبة وابنه . . . وعمرا أبا جهل تركناه ثاويا
عصيتم رسول الله أف لدينكم . . . وأمركم السئ الذي كان غاويا
فإنى وإن عنفتمونى لقائل . . . فدى لرسول الله أهلى وماليا
أطعناه لم فينا بغيره . . . شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا
وانصرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والمسلمون ، ورجعوا إلى المدينة .
وأنزل الله عز وجل في شأن هذه الغزوة قوله تعالى : " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل .
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم . " قال السدى : لما تجهز رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه للمسير إلى بدر لميعاد أبى سفيان أتاهم المنافقون فقالوا : نحن أصحابكم الذين نهيناكم عن الخروج إليهم فعصيتمونا ، وقد أتوكم في دياركم فقاتلوكم وظفروا ، فإن أتيتموهم في ديارهم لا يرجع منكم أحد . فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل . فالناس في هذه الاية أولئك المنافقون . وقال أبو معشر : دخل ناس من هذيل من أهل تهامة المدينة ، فسألهم أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن أبى سفيان ، فقالوا : قد جمعوا لكم جموعا كثيرة