كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 114 """"""
جمادى الأولى ، فتكون على رأس تسعة وثلاثين شهرا من الهجرة ، واستعمل على المدينة أبا ذو الغفارى ، ويقال : عثمان بن عفان . ولم يقل ابن سعد غير عثمان رضى الله عنه .
وذلك أن قادما قدم المدينة بجلب ، فأخبر أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أن أنمارا وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع . فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة ، ويقال : سبعمائة من أصحابه ؛ فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع - وهو جبل فيه بقع فيها حمرة وسواد وبياض - فلم يجد في محالهم أحدا إلا نسوة ، فأخذهن وفيهن جارية وضيئة ، وهربت الأعرب إلى رءوس الجبال ، وحضرت الصلاة ، فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم ، فصلى بهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الخوف .
روى أبو محمد عبد الملك بن هشام بسنده إلى جابر بن عبد الله ، قال : صلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بطائفة ركعتين ، ثم سلم ، وطائفة مقبلون على العدو ، فجاءوا فصلى بهم ركعتين أخريين ، ثم سلم . وروى عنه أيضا من طريق آخر ، قال : صفنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صفين ، فركع بنا جميعا ، ثم سجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وسجد الصف الأول ، فلما رفعوا سجد الذين يلونهم بأنفسهم ، ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف الآخر حتى قاموا مقامهم ، ثم ركع النبى ( صلى الله عليه وسلم ) بهم جميعا ، ثم سجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسجد الذين يلونه معه ، فلما رفعوا رءوسهم سجد الآخرون بأنفسهم سجدتين ، وركع النبى ( صلى الله عليه وسلم ) بهم جميعا ، وسجد كل واحد منهما بأنفسهم سجدتين . هكذا روى عن جابر في الصلاة الخوف بذات الرقاع . وروى ابن هشام أيضا بسنده إلى عبد الله بن عمر ، رضى الله عنهما ، في الصلاة الخوف ، ولم يذكر ذات الرقاع ، قال : يقوم الإمام ونقوم معه طائفة ، وطائفة مما يلى عدوهم ، فيركع بهم الإمام ويسجد بهم ، ثم يتأخرون فيكونون مما بلى العدو ، ويتقدم الآخرون فيركع بهم الإمام ركعة ويسجد بهم ، ثم تصلى كل طائفة بأنفسهم ركعة ، لهم مع الإمام ركعة ركعة وصلوا بأنفسهم ركعة ركعة .
ذكر خبر غورث بن الحارث المحاربى لما أراد أن يفتك برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فحماه الله منه وأمكن نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) من عدوه وعفوه عنه
وكان من خبر عورث بن الحارث أنه قال لقومه من غطفان ومحارب : ألا أقتل