كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 115 """"""
لكم محمدا ؟ قالوا : بلى ، وكيف تقتله ؟ قال : أفتك به . وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا نزل منزلا اختار له أصحابه شجرة يقيل تحتها ، فأتاه فاخترط سيفه ، ثم قال : من يمنعك منى ؟ فقال : الله . فأرعدت يد غورث ، وسقط سيفه ، وضرب برأسه الشجرة حتى سال دماغه ، فعفا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عنه ، فرجع إلى قومه وقال : جئتكم من عند خير الناس . ومن رواية الخطابى : أن غورث ابن الحارث المحاربى أراد أن يفتك برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلم يشعر به إلا وهو قائم على رأسه ، منتصبا سيفه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : اللهم اكفنيه بما شئت . فانكب غورث من وجهه من زلخة زلخها بين كتفيه ، وندر سيفه من يده ، وقيل : فيه نزل قوله تعالى : " يأيها الذين آمنوا آذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم " الآية . وقيل : نزلت في غير هذه القصة .
ذكر خبر جابر بن عبد الله في جمله ، واستغفار النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لأبيه
روى محمد بن إسحاق بن يسار المطلبى عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال : خرجت مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى ذات الرقاع من نخل على جمل لى ضعيف ، فلما قفل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، جعلت الرفاق تمضى ، وجعلت أتخلف ، حتى أدركنى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : مالك يا جابر ؟ قلت : يا رسول الله ، أبطأ على جمل هذا ؛ قال : أنحه ؛ فأنحه ، وأباح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم قال : أعطنى هذه العصا من يدك ، أو آقطع لي عصا من الشجرة ؛ قال : ففعلت . فأخذها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فنخسه بها نخسات ، ثم قال : اركب . فركب ، فخرج - والذي بعثه بالحق - يواهق ناقته مواهقة .
قال : وتحدثت مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : أتبيعني جملك هذا يا جابر ؟ قلت : يا