كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 117 """"""
ذكرغزوة دومة الجندل
وهي بضم الدال ؛ سميت بدومى بن إسماعيل لأنه كان نزلها ، وهي غير دومة التي بفتح الدال .
غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرا من مهاجره ، وذلك أنه بلغه ( صلى الله عليه وسلم ) أن بدومة الجندل جمعا كثيرا ، وأنهم يظلمون من مر بهم ، وأنهم يريدون أن يدنوا من المدينة - وهي طرف من أفواه الشام ، بينها وبين دمشق خمس ليال ، وبينها وبين المدينة خمس عشرة أوست عشرة ليلة - فندب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الناس ، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفارى ، وخرج لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول في ألف من المسلمين ، فكان يسير الليل ويكمن النهار ، ومعه دليل من بنى عذرة ، يقال له : مذكور ؛ فلما دنا منهم إذاهم مغربون ، وإذا آثار النعم والشاء ، فهجم على ما شيتهم ورعائهم ، فأصاب من أصاب ، وهرب من هرب . وجاء الخبر أهل دومة الجندل ، فتفرقوا ، ونزل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بساحتهم ، فلم يجد بها أحدا ، فأقام بها أياما ، وبث السرايا وفرقها ، فرجعت ولم تصب منهم أحدا وأخذ منهم رجل واحد ، فسأله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عنهم ، فقال : هربوا حيث سمعوا أنك أخذت نعمهم ؛ فعرض عليه الإسلام فأسلم ، ورجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة لعشر بقين من شهر ربيع الآخر ، ولم يلق كيدا .
وفي هذه الغزوة وادع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عيينة بن حصن أن يرعى يتغلمين وما والاه إلى المراض ، والمراض على ستة وثلاثين ميلا من المدينة على طريق الربذة .
ذكر غزوة بنى المصطلق وهي غزوة المريسيع
غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شعبان سنة خمس من الهجرة . حكاه محمد بن سعد .
وقال ابن إسحاق : كانت في شعبان سنة ست ؛ وجعلها بعد غزوة ذي قرد .