كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 119 """"""
كتابتها ، فأدى عنها ، وتزوجها على ما نذكر ذلك إن شاء الله في أخبار أزواجه ( صلى الله عليه وسلم ) .
قال ابن سعد : وكان من السبى من من عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بغير فداء ، ومنهم من أفدى ، فافتديت المرأة والذرية بست فرائض ، وقدموا المدينة ببعض السبى ، فقدم عليهم أهلوهم ، فلم تبق آمرأة من بنى المصطلق إلا رجعت إلى قومها . وكان شعار المسلمين يوم بنى المصطلق : يا منصور أمت أمت ؛ وغاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في غزواته هذه ثمانية وعشرين يوما ، وقدم المدينة لهلال رمضان .
وفي هذه الغزاة تكلم عبد الله بن أبى بن سلول المنافق بما تكلم به من قوله : رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . ووقع حديث الإفك ، وقد قدمنا ذكر ذلك كله في حوادث السنين بعد الهجرة ، في حوادث السنة الخامسة .
ذكر غزوة الخندق وهي غزوة الأحزاب
ذي القعدة سنة خمس من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
حكاه ابن سعد . وقال ابن إسحاق : كانت في شوال . قال محمد بن سعد ومحمد بن إسحاق وعبد الملك بن هشام ، رحمهم الله تعالى ، دخل حديث بعضهم في حديث بعض ، قالوا : لما أجلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بنى النضير وساروا إلى خيبر ، خرج نفر من أشرافهم ووجوههم ، منهم من بن أبى الحقيق ، وحي بن أخطب ، وكنانة بن الربيع بن أبى الحقيق ، وبن قيس الوائلى ، وأبو عمار الوائلى ، في نفر من بنى النضير ، ونفر من بنى وائل ، وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقدموا مكة على قريش ، فدعوهم إلى حرب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقالوا : إنا ستكون معكم عليه حتى نستأصله ؛ فقالت قريش لهم : يا معشر يهود ، إنكم أهل الكتاب الأول بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد ، أفديننا خير أم دينه ؟ فقالوا : بل عينكم خير من دينه ، وأنتم أولى بالحق منه . فهم الذين أنزل الله تعالى إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت الذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا . أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا . أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا . أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما . فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا . قالوا : فلما

الصفحة 119