كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 12 """"""
والناس يتبعونه ، فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ، ثم صرخ بمثلها : ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ، ثم مثل به بعيره على رأس أبى قبيس فصرخ بمثلها ، ثم أخذ صخرة فأرسلها مكة فلا دار منها إلا دخلتها منها فلقة ؛ قال العباس : والله أن هذه لرؤيا وأنت فاكتميها . ثم خرج العباس فلقى الوليد بن عتبه بن ربيعه ، وكان صديقا له ؛ فذكرها له وأستكتمه إياها ، فذكرها الوليد لأبيه عتبة ؛ ففشا الحديث حتى تحدثت به قريش . قال العباس : فغدوت لأطوف بالبيت ، وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة ، فلما رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل ، إذا فزعت من طوافك فأت إلينا ، فلما فزعت أقبلت حتى جلست معهم ؛ فقال لي أبو جهل : يا بنى عبد المطلب ، متى حدثت فيكم هذه النبية ؟ قلت : وما ذاك ؟ قال : تلك الرؤيا التي رأت عاتكة ، فقلت : وما رأت عاتكة ، فقلت : وما رأت ؟ يا بني عبد المطلب ، أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم فقد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال : انفروا في ثلاث ، فسنتربص بكم هذه الثلاث ، فان بك حقا ما تقول فسيكون ، وان تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شئ نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب ؛ قال العباس : فوالله ما كان منى إليه كبير إلا أنى جحدت ذلك ، وأنكرت أن تكون رأت شيئا ، قال : ثم تفرقنا . فلما أمسيت لم تبق امرأة من بنى عبد المطلب إلا آتتني فقالت : أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ، ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ؛ ثم لم تكن عندك غيرة لشيء مما سمعت قلت : قد والله فعلت ، ما كان منى إليه من كبير ؛ وآيم الله لأتعر ضن له ، فان عاد لأ كفينكنه . قال : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة ، وأنا حديد مغضب أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه ، قد خلت المسجد فرأيته ، فوالله إني لأمشى نحوه أتعرض له ليعود لبعض ما قال ، فأوقع به ، إذ خرج نحو باب المسجد يشتد ، فقالت في نفسي : ما له لعنة الله أكل هذا فرق مني أن أشاتمه وإذ هو قد سمع ما لم

الصفحة 12