كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 121 """"""
المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم " ثم قال في المنافقين : " لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو اذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " ثم قال تعالى : " ألا إن لله ما في السموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شىء عليم . " قال : وعمل المسلمون فيه حتى أحكموه . روى محمد بن سعد بسند يرفعه إلى سهل بن سعد قال : جاءنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا عيش إلا عيش الآخرة ، فأغفر للأنصار والمهاجرة . وعن البراء بن عازب قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم الأحزاب ينقل معنا التراب ، وقد وارى التراب بياض بطنه ، وهو يقول :
لاهم لولا أنت ما اهتدينا . . . ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا . . . وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأولى لقد بغوا علينا . . . إذا أرادوا فتنة أبينا
أبينا يرفع بها صوته ( صلى الله عليه وسلم ) .
وكان لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حفر الخندق معجزات نذكرها إن شاء الله تعالى عند ذكرنا لمعجزاته ، ومنها ما يتعين ذكره هاهنا ، وهو ما حكاه محمد بن إسحاق عن جابر بن عبد الله قال : اشتدت على الناس في بعض الخندق كدية ، فشكوها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فدعا بإناء من ماء فتفل فيه ، ثم دعا بما شاء الله أن يدعو ، ثم نضح ذلك الماء على