كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 137 """"""
يقال لها : رفيدة ، كانت تداوى الجرحى محتسبة ، فأتاه قومه فحملوه على حمار ، ووطئوا له بوسادة من أدم ، ثم أتوا به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهم يقولون له : يا أبا عمرو ، أحسن في مواليك ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم ؛ فلما أكثروا عليه قال : لقد أنى لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم . فرجع بعض من كان معه من قومه إلى دار بنى عبد الأشهل ، فنعى لهم رجال بنى قريظة قبل أن يصل إليهم سعد ، لكلمته التي سمع منه ، فلما انتهى سعد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والمسلمين ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " قوموا إلى سيدكم . " فأما المهاجرون من قريش فيقولون : إنما أراد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الأنصار ؛ والأنصار يقولون : قد عم بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ فقاموا إليه ، فقالوا : ياأبا عمرو ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم ؛ فقال سعد : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ، أن الحكم فيهم لما حكمت ؟ قالوا : نعم ؛ قال : وعلى من ها هنا ؟ في الناحية التي فيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهو معرض عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إجلالا له ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : نعم ؛ قال سعد : فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبى الذرارى والنساء . فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة .
أي من فوق سبع سموات ، ويقال : إن اليهود سألوا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ .
والله تعالى أعلم .
قال : ثم آنصرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة يوم الخميس لسبع خلون من ذي الحجة ، وأمر بهم فأدخلوا المدينة ، فحبسهم في دار بنت الحارث امرأة من بنى النجار ، ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى سوق المدينة ، فحفر بها خنادق ، وجلس هو وأصحابه وبعث إليهم فأخرجوا إليه أرسالا ، فضربت أعناقهم ، وفيهم حي بن أخطب ، وكعب بن أسد ، واختلف في عددهم فقيل : كانوا ستمائة أو سبعمائة . وقيل : بين

الصفحة 137