كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 138 """"""
الثمانمائة والتسعمائة ؛ قال : وقالوا لكعب بن أسد ، وهم يذهب بهم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أرسالا : يا كعب ، ما تراه يصنع بنا ؟ قال : أفى كل موطن لا تعقلون ؟ ألا ترون الداعي لا ينزع ، وأنه من ذهب به منكم لا يرجع ؟ هو والله القتل قال : وأتى بحبي ابن أخطب ، وعليه حلة له فقاحية قد شقها عليه من كل ناحية قدر أنملة ، لئلا يسلبها ، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل . فلما نظر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ، ولكن من يخذل الله يخذل ، ثم أقبل على الناس فقال : أيها الناس ، إنه لا بأس بأمر الله ، كتاب وقدر وملحمة كتبت على بنى إسرائيل . ثم جلس فضربت عنقه ، فقال جبل بن جوال الثعلبي :
اعمرك ما لام آبن أخطب نفسه . . . ولكنه من يخذل الله يخذل
لجاهد حتى أبلغ النفس عذرها . . . وقلقل يبغى العز كل مقلقل وروى محمد بن إسحاق بسند يرفعه إلى عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها أنها قالت : لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة . قالت : والله إنها لعندي تحدث معي ، وتضحك ظهرا وبطنا ، ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقتل رجالها في السوق ، إذ هتف هاتف باسمها : أين فلانة ؟ قالت : أنا والله ؛ قلت لها : ويلك مالك ؟ قالت : أقتل ؛ قلت : لحدث أحدثته ؛ قالت : فانطلق بها ، فضربت عنقها ، فكانت عائشة تقول : والله ما أنسى عجبا منها ، طيب نفسها ، وكثرة ضحكها ، وقد عرفت أنها تقتل . قال الواقدي : واسم تلك المرأة : بنانة امرأة الحكم القرظى ؛ وكانت قتلت خلاد بن سويد ، طرحت عليه رحى ، فضرب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عنقها بخلاد بن سويد . قال : وكان علي بن أبى طالب والزبير بن العوام رضى الله عنهما يضربان أعناق بنى قريظة ، ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جالس هناك .
وروى محمد بن إسحاق عن الزهري أن الزبير بن باطا القرظي ، وكان يكنى أبا عبد الرحمن - وكان قد من على ثابت بن قيس بن شماس في الجاهلية يوم بعاث أخذه فجز ناصيته ثم خلى سبيله - فجاءه ثابت يوم قريظة ، وهو شيخ كبير فقال : يا أبا عبد الرحمن ، هل تعرفني ؟ فقال : وهل يجهل مثلي مثلك ؛ قال : إني قد آن أن أجزيك

الصفحة 138