كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 14 """"""
فلما خرج المشركون إلى بدر أخرجه أبو لهب عنه لأنه كان عليلا ، على أنه أن عاد أعتقه ، فقبل العاصي . قال ابن إسحاق : وكان أمية بن خلف قد أجمع القعود وكان شيخا جليلا جسيما ثقيلا فأتاه عقبة بن أبى معيط وهو جالس في المسجد بين قومه بمجمرة ، فوضعها بين يديه ، وقال : يا أبا على ، آستجمر ، فانما أنت من النساء . فقال : قبحك الله وقبح ما جئت به . ثم تجهز وخرج مع الناس . قال : ولما فرغوا من جهازهم ، وأجمعوا المسير ، ذكروا ما كان بينهم وبين بنى بكر عبد مناة بن كنانة من الحرب ، فقالوا : انا نخشى أن يأتونا من خلفنا . فكادوا ينثنون ؛ فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك المدلجى ، وكان من أشراف كنانة ، فقال : أنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء مما تكرهونه فخرجوا سراعا . هذا ما كان من أمر قريش .
ذكر خروج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومن معه من المسلمين إلى بدر
قال محمد بن إسحاق : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من المدينة لثمان خلون من شهر رمضان . وقال محمد بن سعد : خرج يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة من شهر رمضان ، على رأس تسعة عشر شهرا من مها جره ، وأستعمل على المدينة عمرو ابن أم مكتوم ، وأسمه عبد الله ، ليصلى بالناس ، ثم رد أبا لبابة من الروحاء وأستعمله على المدينة ، وخرج ( صلى الله عليه وسلم ) في ثلثمائة رجل وخمسة عشر رجلا ، كان من المهاجرين منهم أربعة وسبعون ، وسائر هم من الأنصار بعد أن رد من أصحابه من أستصغرهم ، ولم يكن غزا بالأنصار قبلها . قال محمد بن سعد : وتخلف من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثمانية لعلة ، ضرب لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بسهامهم وأجورهم ؛ ثلاثة من المهاجرين : وهم عثمان بن عفان ، خلفه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على آمرأته رقية بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكانت مريضة ، فأقام حتى ماتت ، وطلحة بن عبيد الله ، وسعيد بن زيد ، بعثهما يتحسسان خبر العير ، وخمسة من الأنصار ، وهم : أبو لبابة بن عبد المنذر ، خلفه على المدينة ، وعاصم بن

الصفحة 14