كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 140 """"""
سموءل ، فإنه قد زعم أنه سيصلي ويأكل لحم الجمل . فوهبه لها ، فاستحيته .
قال : ثم أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالغنائم فجمعت ، فآصطفى لنفسه ريحانة بنت عمرو بن خنافة إحدى نساء عمرو بن قريظة ، ثم أخرج الخمس من المتاع والسبى ، ثم أمر بالباقي فبيع فيمن يزيد وقسمه بين المسلمين ، وكانت السهمان على ثلاثة آلاف واثنين وسبعين سهما ، للفرس سهمان ، ولصاحبه سهم ، وصار الخمس إلى محمية بن جزء الزبيدي ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يعتق منه ، ويهب ، ويخدم منه من أراد ، وكذلك صنع بما صار إليه من الرثة ، وهي السقط من متاع البيت . وقال محمد بن إسحاق : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سعد بن زيد الأنصاري أحد بني عبد الأشهل بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد ، فآبتاع له بهم خيلا وسلاحا .
وآستشهد يوم بني قريظة من المسلمين : خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو الأنصاري الخزرحي ، طرحت عليه رحى فشدخته شدخا شديدا ، ومات أبو سنان ابن محصن بن حرثان ، أخو بني أسد بن خزيمة .
وأنزل الله عز وجل في شأن بنى قريظة قوله تعالى : " وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها وكان الله على كل شئ قديرا " قال : قوله : الذين ظاهروهم يعنى قريظة ظاهروا قريشا وغطفان من صياصيهم أي حصونهم ومعاقلهم ، واحدتها صيصة وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وهم الرجال وتأسرون فريقا وهم النساء والذرارى وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها قال يزيد بن رومان وابن زيد ومقاتل : يعنى خيبر . وقال قتادة : كنا نحدث أنها مكة . وقال الحسن : فارس والروم . وقال عكرمة : كل أرض تفتح إلى يوم القيامة . والله تعالى أعلم .
ذكر سرية عبد الملك بن عتيك إلى أبى رافع سلام ابن أبى الحقيق النضرى بخيبر
قال محمد بن سعد في طبقاته : كانت في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .

الصفحة 140