كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 142 """"""
حوله ، وامرأته في يدها مصباح تنظر في وجهه وتحدثهم وتقول : أما والله لقد سمعت صوت ابن عتيك ، ثم أكذبت نفسي وقلت : ابن عتيك بهذه البلاد ثم أقبلت تنظر في وجهه وتقول : فاظ وإله يهود . قال : فما سمعت كلمة كانت ألذ في نفسي منها ؛ وجاء فأخبرهم بالخبر ، قالوا : فاحتملنا صاحبنا ، وقدمنا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأخبرناه بقتل عدو الله ، واختلفنا عنده في قتله ، كلنا يدعيه ، فقال : هاتوا أسيافكم . فجئناه بها ، فنظر إليها ، فقال لسيف عبد الله ابن أنيس : هذا أنيس : هذا قتله ، أرى فيه أثر الطعام . قال الشيخ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي رحمه الله في سيرته : وفي حديث آخر أن الذي قتله عبد الله بن عتيك وحده ، قال : وهو الصواب .
والله أعلم .
وقال حسان بن ثابت الأنصاري في سلام بن أبى الحقيق الأشرف :
لله در عصابة لاقيتهم . . . يابن الحقيق وأنت يابن الأشرف
يسرون بالبيض الخفاف إليكم . . . مرحا كأسد في عرين مغرف
حتى أتوكم في محل دياركم . . . فسقوكم حتفا ببيض ذفف
مستنصرين لنصر دين نبيهم . . . مستصغرين لكل أمر مجحف
ذكر سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء ، وهم بنو قرط وقريط من بني كلاب
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعشر خلون من المحرم ، على رأس تسعة وخمسين شهرا من مهاجره في ثلاثين راكبا إلى القرطاء ، وهم ينزلون بناحية ضرية وبين ضرية والمدينة سبع ليال ، فقتل نفرا منهم ، وهرب سائرهم ، واستاق نعما وشاء ، ولم يعرض للظعن ،