كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 143 """"""
وانحدر إلى المدينة ، فخمس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما جاء به ، وفض ما بقى على أصحابه ، فعدلوا الجزور بعشرين من الغنم ، وكانت النعم مائة وخمسين بعيرا ، والغنم ثلاثة آلاف شاة . وغاب سبع عشرة ليلة ، وقدم لليلة بقيت من المحرم .
ذكر غزوة بنى لحيان بناحية عسفان
غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر ربيع الأول سنة ست من مهاجره على ما أورده محمد بن سعد . وقال محمد بن إسحاق : في جمادى الأولى سنة ست .
وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وجد على عاصم بن ثابت وأصحابه أصحاب الرجيع - وجدا شديدا ، فأظهر أنه يريد الشام .
قال ابن سعد : وعسكر لغرة هلال شهر ربيع الأول في مائتي رجل ، معهم عشرون فرسا ، واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ، ثم أسرع المسير حتى انتهى إلى بطن غران ، وبينها وبين عسفان خمسة أميال ، حيث كان مصاب أصحابه ، فترحم عليهم ودعا لهم ، فسمعت بهم بنو لحيان ، فهربوا في رءوس الجبال فلم يقدر منهم على أحد ، فأقام يوما أو يومين ، فبعث السرايا في كل ناحية ، فلم يقدروا على أحد ، ثم خرج حتى أتى عسفان ، ثم انصرف ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة ، وهو يقول : " آيبون تائبون عابدون ، لربنا حامدون ، أعوذ بالله من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال . " وغاب عن المدينة أربع عشرة ليلة .
ذكر غزوة الغابة وهي غزوة ذي قرد وهي على بريد من المدينة في طريق الشام
غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر ربيع الأول سنة ست من مهاجره .
قالوا : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر ربيع الأول سنة ست من أبو ذر فيها ، فأغار عيينة بن حصن ليلة الأربعاء في أربعين فارسا فآستاقوها وقتلوا ابن أبى ذر .
وقال محمد بن إسحاق : وكان فيهم رجل من غفار وامرأة له ، فقتلوا الرجل