كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 144 """"""
وحملوا المرأة في اللقاح . وجاء الصريخ ، فنودى : الفزع الفزع فنودى : ياخيل الله اركبي وكان أول مانودى بها ؛ وركب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فخرج غداة الأربعاء ، فكان أول من أقدم المقداد بن عمرو ، وعليه الدرع والمغفرة شاهرا سيفه ، فعقد له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لواء في رمحه ، وقال : امض حتى تلحقك الخيول ، وأنا على أثرك . واستخلف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ، وخلف سعد بن عبادة في ثلثمائة من قومه يحرسون المدينة . قال المقداد : فخرجت فأدركت أخريات العدو ، وقد قتل أبو قتادة الحارث بن ربعى حبيب بن عيينة بن حصن ، وغشاه برده ، فلما أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والناس ، فرأوا حبيبا مسجى ببرد أبى قتادة فاسترجع الناس ، وقالوا : قتل أبو قتادة ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ليس بأبى قتادة ، ولكنه قتيل لأبى قتادة وضع عليه برده ، لتعرفوا أنه صاحبه .
وقال ابن سعد : إن الذي قتل حبيبا هو المقداد بن عمرو ، قتله وقتل قرفة بن مالك بن حذيقة بن بدر ؛ وإن أبا قتادة مسعدة ، فأعطاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فرسه وسلاحه ، وأدرك عكاشة بن محصن أو بارا وابنه عمرو بن أو بار ، وهما على بعير واحد فقتلهما . واستشهد من المسلمين يومئذ محرز بن نضلة ، قتله مسعدة ، وأدرك سلمة بن الأكوع القوم وهو على رجليه ، فجعل يراميهم بالنبل ويقول :
خذها وآنا ابن الأكوع . . . واليوم يوم الرضع حتى انتهى إلى ذي قرد - وهي ناحية خيبر مما يلي المستناخ - قال سلمة : فلحقنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والناس والخيول عشاء ، يا رسول الله ، إن القوم عطاش ، فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت ما في أيديهم من السرح ، وأخذت بأعناق القوم . فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " ملكت فأسجح " ؛ ثم قال : " إنهم الآن ليقرون في غطفان . " وذهب الصريخ إلى بني عمرو بن عوف ، فجاءت الأمداد فلم تزل الخيل تأتى والرجال