كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 145 """"""
على أقدامهم وعلى الإبل حتى انتهوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بذي قرد ، فاستنفذوا عشر لقاح ، وأفلت القوم بما بقى ، وهي عشرة ، وصلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بذي قرد صلاة الخوف ، وأقام يوما وليلة يتحسس الخبر ، وقسم في كل مائة من أصحابه جزورا ينحرونها ، وكانوا خمسمائة ، وقيل : سبعمائة .
ذكر سرية عكاشة بن محصن إلى الغمر غمر مرزوق ، وهو ماء لبني أسد على ليلتين من فيد
قالوا : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عكاشة بن محصن إلى الغمر في أربعين رجلا ، فخرج سريعا ، فنذر به القوم فهربوا ، فنزلوا عليا بلادهم ، ووجدوا دارهم خلوفا ، فبعث عكاشة شجاع بن وهب طليعة ، فرأى أثر النعم ، فتحملوا فأصابوا ربيئة لهم ، فأمنوه ، فدلهم على نعم لبنى عم له ، فأغاروا عليها فاستاقوا مائتي بعير ، وأرسلوا الرجل ، وحدروا النعم إلى المدينة ، وقدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يلقوا كيدا .
ذكر سرية محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة بذي القصة
قالوا : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة ، وهم بذي القصة في شهر ربيع الآخر سنة ست من مهاجره ، وبين ذي القصة وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا ، طريق الربذة ، بعثه في عشرة نفر فوردوا عليهم ليلا فأحدق به القوم وهم مائة رجل ، فتراموا ساعة من الليل ، ثم حملت الأعراب عليهم بالرماح فقتلوهم ، ووقع محمد بن مسلمة جريحا ، يضرب كعبه فلا يتحرك ، وجردوهم من الثياب ، ومر رجل من المسلمين بمحمد بن مسلمة فحمله حتى ورد به المدينة ، فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبا عبيدة بن الجراح في أربعين رجلا إلى مصارع القوم فلم يجدوا أحدا ، ووجدوا نعما وشاء ، فساقه ورجع .

الصفحة 145