كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 146 """"""
ذكر سرية أبى عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر ربيع الآخر سنة ست من مهاجره في أربعين رجلا من المسلمين ، وسبب ذلك أن بلاد بني ثعلبة وأنمار أجدبت ، ووقعت سحابة بالمراض على ستة وثلاثين ميلا من المدينة ، فسارت بنو محارب وثعلبة وأنمار إلى تلك السحابة ، واجتمعوا أن يغيرا على سرح المدينة وهو يرعى بهيفا - موضع على سبعة أميال من المدينة - فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبا عبيدة ومن معه حين صلوا المغرب ، فمشوا ليلتهم حتى وافوا ذا القصة مع عماية الصبح - وهي موضع في طريق العراق - فأغاروا عليهم فأعجزوهم هربا في الجبال ، وأصاب رجلا واحدا فأسلم فتركه ، وأخذ نعما من نعمهم فاستاقه ورثة من متاعهم . وقدم المدينة بذلك ، فخمسه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقسم ما بقى عليهم .
ذكر سرية زيد بن حارثة إلى بني سليم بالجموم
قالوا : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) زيد بن حارثة في شهر ربيع الآخر سنة ست من الهجرة إلى بني سليم ، فسار هو ومن معه حتى ورد الجموم - ناحية بطن نخل عن يسارها ، وبطن نخل من المدينة على أربعة برد - فأصابوا عليه امرأة من مزينة يقال لها : حليمة ؛ فدلتهم على محلة من محال بني سليم ، فأصابوا فيها نعما وشاء وأسرى ، فكان فيهم زوج حليمة المزنية ، فلما قفل زيد بن حارثة بما أصاب وهب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) للمزينة نفسها وزوجها ، فقال بلال ابن الحارث المزنى في ذلك :
لعمرك ما أخنى المسول ولا ونت حليمة حتى راح ركبهما معا
ذكر سرية زيد بن حارثة إلى العيص لعير قريش
بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) زيد بن حارثة في جمادى الأولى سنة ست من مهاجره في سبعين ومائة