كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 147 """"""
راكب إلى العيص - وبينها وبين المدينة أربع ليال ، وبينها وبين ذي المروة ليلة - وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بلغه أن عيرا لقريش قد أقبلت من الشام ، فبعثه ومن معه ليتعرض لها ، فأخذوها وما فيها ، وأخذ يومئذ فضة كثيرة لصفوان بن أمية ، وأسروا ناسا ممن كان في العير ، منهم أبو العاص بن الربيع ، وقدم بهم المدينة ، فاستجار أبو العاص بزينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأجارته ، ونادت في الناس حين صلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الفجر : إني قد أجرت أبا العاص . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ما علمت بشئ من هذا قد أجرنا من أجرت . ورد عليه ما أخذ له لكا تقدم .
ذكر سرية زيد بن حارثة إلى الطرف إلى بني ثعلبة
بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) زيد بن حارثة في جمادى الآخرة سنة ست من مهاجره إلى الطرف - وهو ماء قريب من المراض ، دون النخيل ، على ستة وثلاثين ميلا من المدينة ، طريق البقرة على المحجة - فخرج إلى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلا فأصاب نعما وشاء ، وهربت الأعراب ، وصبح زيد بالنعم المدينة ، وهي عشرون بعيرا ، ولم يلق كيدا ، وغاب أربع ليال ، شعارهم أمت أمت .
ذكر سرية زيد بن حارثة إلى حسمى وهي وراء وادى القرى
.
قالوا : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) زيد بن حارثة إلى حسمى في جمادى الآخرة أيضا ، وذلك أن دحية بن خليفة الكلبى أقبل من عند قيصر صاحب الروم حين بعثه إليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بكتابه ، وقد أجازه وكساه ، ودحية تجارة له ، حتى إذا كان بواد يقال له : شنار أو شنان ؛ أغار عليه الهنيد بن عارض ، وقيل : ابن عوص ؛ وآبنه عارض بن الهنيد ، وقيل : عوص ابن الهنيد ؛ الضلعيان في ناس من جذام بحسمى ، فقطعوا عليه الطريق وأخذوا ما معه ، فلم يتركوا عليه إلا سمل ثوب ، فسمع بذلك نفر من بنى الضبيب - رهط رفاعة بن زيد ممن كان أسلم وأجاب - فنفروا إلى الهنيد وابنه ، وفيهم من بنى الضبيب النعمان بن أبى جعال حتى لقوهم فاقتتلوا ، وانتمى يومئذ قرة بن أشقر الضفارى ثم الضلعى ، فقال : أنا ابن لبنى ؛ ورمى النعمان بسهم فأصاب ركبته ، وقال :