كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 148 """"""
خذها وأنا ابن لبنى ؛ ولبنى أمه ، ثم استنفذوا لدحية متاعه ، وقدم دحية على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبره بذلك ، فبعث زيد بن حارثة في خمسمائة رجل ورد معه دحية ، فكان زيد يسير الليل ويكمن النهار ومعه دليل من بنى عذرة ، فأقبل بهم حتى هجم بهم مع الصبح على القوم ، فأغاروا عليهم ، فقتلوا فيهم فأوجعوا ، وقتلوا الهنيد وابنه ، وأغاروا على ماشيتهم ونعمهم ونسائهم ، فأخذوا ألف بعير وخمسة آلاف شاة ومن النساء والصبيان مائة ، فرحل رفاعة بن زيد الجذامى في نفر من قومه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فدفع إليه كتابه الذي كان له كتب له ولقومه ليالي قدم عليه فأسلم ، وقال : يا رسول الله ، لا تحرم علينا حلالا ولا تحل لنا حراما .
فقال : كيف أصنع بالقتلى ؟ فقال أبو يزيد بن عمرو : يا رسول الله ، أطلق لنا من كان حيا ، ومن قتل فهو تحت قدمي هاتين . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : صدق أبو يزيد ؛ فبعث معهم عليا إلى زيد بن حارثة يأمره أن يخلى بينهم وبين حرمهم وأموالهم ، فتوجه علي رضى الله عنه ، فلقى رافع بن مكيث الجهني بشير زيد بن حارثة على ناقة من إبل القوم ، فردها علي عليهم ، ولقى زيدا بالفحلتين - وهي بين المدينة وذي المروة - فأبلغه أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فرد عليهم كل ما كان أخذ منهم .
ذكر سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى
قال محمد بن سعد في طبقاته الكبرى : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) زيد ابن حارثة إلى وادي القرى أميرا في شهر رجب سنة ست من الهجرة . ولم يذكر غير ذلك .
ذكر سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل
قال محمد بن سعد رحمه الله : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه في شعبان سنة ست من مهاجره ، فأقعده بين يديه وعممه بيده وقال : اغز بسم