كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 149 """"""
الله ، وقاتل في سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله ، لا تغل ولا تغدر ، ولا تقتل وليدا . وبعثه إلى كلب بدومة الجندل ، وقال : إن استجابوا لك فتزوج ابنة ملكهم . فسار عبد الرحمن حتى قدم دومة الجندل ، فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام ، فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبى ، وكان نصرانيا وهو رأسهم ، وأسلم معه ناس كثير من قومه ، وأقام من أقام منهم على إعطاء الجزية ، وتزوج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ وقدم بها المدينة ، وهي أم أبى سلمة بن عبد الرحمن .
ذكر سرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بني سعد بن بكر بفدك
قالوا : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علي بن أبى طالب رضى الله عنه في شعبان سنة ست من الهجرة إلى بني سعد بن بكر بفدك في مائة رجل ، وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بلغه أن لهم جمعا يريدون أن يمدوا يهود خيبر ، فسار علي رضى الله عنه بمن معه ، فكان يسير الليل ويكمن النهار حتى انتهى إلى الهمج - وهو ماء بين خيبر وفدك والمدينة ست ليال - فوجدوا به رجلا فسألوه عن القوم فقال : أخبركم على أن تؤمنونى ؟ فأمنوه فدلهم ، فأغاروا عليهم فأخذوا خمسمائة بعير وألفي شاة ، وهربت بنو سعد بالظعن ورأسهم وبر بن عليم ، فعزل علي رضى الله عنه صفى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : لقوحا تدعى الحفدة ، ثم عزل الخمس وقسم الغنائم على أصحابه ، وقدم المدينة ولم يلق كيدا .
ذكر سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى وقتل أم قرفة
كانت هذه السرية في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وذلك أن زيد بن الحارثة خرج في تجارة إلى الشام ، ومعه بضائع لأصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما كان دون وادى القرى لقيه ناس من فزارة من بنى بدر ، فضربوه وضربوا أصحابه وأخذوا ما كان معهم ، ثم استبل زيد بن حارثة ، وقدم على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فبعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليهم . حكاه محمد في طبقاته .

الصفحة 149