كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 150 """"""
وقال محمد بن إسحاق : إن الذي أصاب زيد بن حارثة كان عند غزوة وادي القرى ، فإنه أصيب بها ناس من أصحابه ، وارتث زيد من بين القتلى ، ولعل هذه السرية هي التي كانت في شهر رجب من السنة .
قال ابن سعد : فخرج زيد بن حارثة بمن معه فكمنوا النهار وساروا الليل ، ونذرت بهم بنو بدر ، ثم صبحهم زيد وأصحابه وكبروا وأحاطوا بالحاضر ، وأخذوا أم قرفة ، وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر ، وابنتها جارية بنت مالك بن حذيفة ابن بدر ، فكان الذي أخذ الجارية سلمة بن الأكوع ، فوهبها لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فوهبها ( صلى الله عليه وسلم ) لحزن بن أبى وهب ، قال : وعمد قيس ابن المحسر إلى أم قرفة ، وهي عجوز كبيرة ، فربط بين رجليها حبلا ، ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها ، وقتل النعمان وعبد الله ابنا مسعدة بن حكمة بن مالك ابن بدر ، وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك ، فقرع باب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقام إليه عريانا يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله ، وسأله فأخبره بما ظفره الله به .
ذكر سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن رزام اليهودي بخيبر
كانت هذه السرية في شوال سنة ست من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وذلك أنه لما قتل أبو رافع سلام بن أبى الحقيق كما ذكرنا أمرت يهود عليها أسير بن رزام ، فسار في غطفان وغيرهم يجمعهم لحرب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فوجه عبد الله بن رواحة في ثلاثة نفر من المسلمين في شهر رمضان سرا سأل عن خبره وغرته ، فأخبر بذلك ، فقدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبره بذلك ، فندب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الناس ، فانتدب له ثلاثون رجلا ، فبعث عليهم عبد الله بن رواحة فقدموا على أسير فقالوا له : نحن آمنون حتى نعرض عليك ما جئنا له ؛ قال : نعم ، ولي منكم مثل ذلك ؛ قالوا : نعم ؛ فقالوا له : إن رسول