كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 151 """"""
الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعثنا إليك لتخرج إليه فيستعملك على خيبر ويحسن إليك . فطمع أسير في ذلك ، فخرج وخرج معه ثلاثون رجلا من اليهود ، مع كل رجل رديف من المسلمين ، حتى إذا كانوا بقرقرة ثبار ندم أسير ، قال عبد الله ابن أنيس - وكان في السرية : فأهوى بيده إلى سيفي ، ففطنت له ودفعت بعيرى فقلت : غدرا أي عدو الله فعل ذلك مرتين ، فنزلت فسبقت القوم حتى انفردت إلى أسير فضربته بالسيف ، فأندرت عامة فخذه وساقه ، وسقط عن بعيره وبيده محرش من شوحط ، فضربنى به فشجنى مأمومة ، وملنا على أصحابه فقتلناهم كلهم غير رجل واحد أعجزنا شدا ، ولم يصب من المسلمين أحد ، ثم أقبلنا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فحدثناه الحديث ، فقال : قد نجاكم الله من القوم الظالمين .
وتفل ( صلى الله عليه وسلم ) على شجة عبد الله بن أنيس فلم تقح ولم تؤذه .
ذكر سرية كرز بن جابر الفهرى إلى العرنيين
كانت هذه السرية في شوال سنة ست من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قالوا : قدم نفر من عرينة ثمانية على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأسلموا واستوبؤا المدينة ، فأمر بهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى لقاحه ، وكانت ترعى بذي الجدر - ناحية قباء قريبا من عير ، على ستة أميال من المدينة - فكانوا فيها حتى صحوا وسمنوا ، فعدوا على اللقاح فاستاقوها ، فأدركهم يسار مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومعه نفر ، فقاتلهم ، فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات ، فبلغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الخبر ، فبعث في أثرهم عشرين فارسا ،

الصفحة 151