كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 152 """"""
واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهرى ، فأدركوهم فأحاطوا بهم وأسروهم وربطوهم وأردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالغابة ، فخرجوا بهم نحوه ، فلقوه بالزغابة بمجتمع السيول ، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسملت أعينهم ، وصلبوا هنالك . وأنزل الله تعالى على رسوله : " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض . " فلم يسمل بعد ذلك عينا ، وكانت اللقاح خمس عشرة لقحة غزارا فردوها إلى المدينة ، ففقد منها لقحة تدعى الحناء ، فسأل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عنها ، فقيل : نحروها .
ذكر سرية عمرو بن أمية الضمرى وسلمة بن أسلم إلى أبى سفيان بن حرب بمكة
قال محمد بن سعد في طبقاته : وذلك أن أبا سفيان بن حرب قال لنفر من قريش : ألا أحد يغتر محمدا في الأسواق ؟ فأتاه رجل من الأعراب فقال : قد وجدت أجمع الرجال قلبا ، وأشده بطشا ، وأسرعه شدا ، فإن أنت قويتني خرجت إليه حتى أغتاله ، ومعي خنجر مثل خافية النسر ؛ قال : أنت صاحبنا ؛ فأعطاه بعيرا ونفقة ، وقال : اطو أمرك ؛ فخرج ليلا فسار على راحلته خمسا وصبح ظهر الحرة صبح سادسة ، ثم أقبل فسأل عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى دل عليه ، فعقل راحلته ، ثم أقبل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو في مسجد بنى عبد الأشهل ، فلما رآه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " إن هذا ليريد غدرا . " فذهب ليجنى على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فجذبه أسيد بن الحضير بداخله إزاره ، فإذا بالخنجر ، فسقط في يده ، وقال : دمى دمى وأخذ أسيد بلبته فدعته ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " اصدقني ، ما أنت ؟ " قال : وأنا آمن ؟ قال : نعم ؛ فأخبره بخبره ، فخلى عنه ( صلى الله عليه وسلم ) . وبعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عمرو بن أمية الضمرى ، وسلمة بن أسلم ابن أبى