كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 156 """"""
رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عباد بن بشر فتقدم في خيلة ، فأقام بإزائه وصف أصحابه ، وحانت صلاة الظهر ، فصلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بأصحابه صلاة الخوف ، فلما أمسى ( صلى الله عليه وسلم ) قال لأصحابه : تيامنوا في هذا الموضع العضل - موضع منعطف في الوادى - فإن عيون قريش بمر الظهران وبضجنان . فسار حتى دنا من الحديبية ، وهي طرف الحرم على تسعة أميال من مكة ، فوقفت يدا راحلته على ثنية تهبط على غائظ القوم ، فبركت . وقال أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبى في تفسيره : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما كان بغدير الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي ، فقال : إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعا لك الأحابيش ، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ؛ فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : أشيروا علي ، أترون أن نميل على ذرارى هؤلاء الذين عاونوهم فنصيبهم ؟ فإن قعدوا قعدوا موتورين ، وإن يحبئوا تكن عنقا قطعها الله ، أو ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه ؟ فقام أبو بكر رضى الله عنه فقال : يا رسول الله ، إنا لم نأت لقتال أحد ، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه . فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : فروحوا إذا ؛ حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي ، وذكر من قوله ومن جواب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما قدمناه إلى قوله : أو تنفرد هذه السالفة . ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها ؟ فقال رجل من أسلم : أنا يا رسول الله . فخرج بهم على طريق وعر حزن بين شعاب ، فلما خرجوا منه ، وقد شق ذلك على المسلمين وأفضى إلى سهلة عند منقطع الوادي ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : قولوا : نستغفر الله ونتوب إليه . ففعلوا ، فقال : والله إنها للحطة التي عرضت على بني إسرائيل فلم يقبلوها ؛ ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) للناس : اسلكوا ذات