كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 157 """"""
اليمين ، في طريق يخرجه على ثنية المرار على مهبط من أسفل مكة ، فسلك الجيش ذلك الطريق ، فلما رأت خيل قريش قترة الجيش ، وأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد خالفهم عن طريقهم ، ركضوا راجعين إلى قريش ينذرونهم ، وسار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى إذا سلك ثنية المرار بركت به ناقته ، فقال الناس : حل حل ؛ فقال : ما حل ؛ قالوا : خلات القصواء ؛ فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " ما خلأت وماذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ؛ ثم قال : والذي نفسي بيده لا تدعونى قريش إلى خطة يعظمون بها حرمات الله ، وفيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها " ؛ ثم قال للناس : انزلوا فنزلوا بأقصى الحديبية على بئر قليلة الماء ، إنما يتبرضه الناس تبرضا ، فلم يلبث الناس أن نزحوه ، فشكا الناس إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) العطش ، فنزع سهما من كنانته وأعطاه رجلا من أصحابه ، يقال له : ناجية بن عمير بن يعمر بن دارم ، وهو سائق بدن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فنزل في تلك البئر فغرزه في جوفها فجاش الماء بالري ، حتى صدروا عنه ؛ ويقال : إن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها ، وناجية في القليب يميح على الناس ، فقالت :
يأيها المائح دلوى دونكا . . . إني رأيت الناس يحمدونكا
يثنون خيرا ويمجدونكا . . . أرجوك للخير كما يرجونكا
فقال ناجية :
قد علمت جارية يمانية . . . أني أنا المائح وآسمي ناجية
وطعنة ذات رشاش واهية . . . طعنتها تحت صدور العادية قال ابن إسحاق : ناجية بن جندب بن عمير الأسلمي ؛ قال : وزعم بعض أهل العلم أن البراء بن عازب كان يقول : أنا الذي نزلت بسهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . قال