كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 160 """"""
اللات ، أنحن ننكشف عنه ؟ - واللات طاغية ثقيف التي كانوا يعبدونها - فقال : من هذا ابن أبى قحافة ؛ قال : أما والله لولا يد كانت لك عندي لكافأتك بها . قال : ثم يتناول لحية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يكلمه ، والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في الحديد ، فجعل يقرع يده إذا تناول لحية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ويقول : اكفف يدك عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبل ألا تصل إليك ؛ قال : فيقول عروة : ويحك ما أفظك وما أغلظك قال : فتبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال له عروة : من هذا يا محمد ؟ قال : " هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة " قال : أي غدر ، وهل غسلت سوأتك إلا بالأمس ؟ - وكان المغيرة بن شعبة قبل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلا من بني مالك من ثقيف ، صحبهم فقتلهم وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أما الإسلام فقد قبلناه ، وأما المال فإنه مال غدر ، ولا حاجة لنا فيه . " قال : ولما قتلهم المغيرة تهايج الحيان من ثقيف : رهط القتلى ورهط المغيرة ، فودى عروة المقتولين ثلاث عشرة دية ، وأصلح ذلك الأمر ، فلذلك قال للمغيرة ما قال - قال : ثم كلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عروة بنحو ما كلم به أصحابه ، فقام من عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد رأى ما يصنع به أصحابه ، لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ، ولا يبصق بصاقا إلا ابتدروه ، ولا يسقط من شعره شئ إلا أخذوه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون النظر إليه تعظيما له . فرجع إلى قريش فقال : يا معشر قريش ، والله لقد وفدت على الملوك ؛ وفدت على قيصر في ملكة ، وكسرى في ملكة ، والنجاشي في ملكة ، وإني والله ما رأيت ملكا في قومه قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلموا عنده خفضوا أصواتهم ، وما يحدون النظر إليه تعظيما له ، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه