كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 161 """"""
لشئ أبدا ، فروا رأيكم .
وفي رواية قال : وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فأقبلوها . قال ابن إسحاق : وبعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خراش بن أمية الخزاعي إلى قريش بمكة ، وحمله على بعير يقال له : الثعلب ، ليبلغ أشرافهم ما قد جاء له ، فعقروا الجمل وأرادوا قتل خراش ، فمنعته الأحابيش ، فخلوا سبيله . قال : وبعثت قريش أربعين رجلا منهم أو خمسين ، وأمروهم أن يطيفوا بعسكر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليصيبوا لهم من أصحابه أحدا ، فأخذوا وأتى بهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فعفا عنهم ، وخلى سبيلهم ، وكانوا رموا في العسكر بالحجارة والنبل . ثم دعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عمر بن الخطاب رضى الله عنه ليبعثه إلى مكة ، فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له ، فقال : يا رسول الله ، إني أخاف قريشا على نفسي ، وليس بمكة من بنى عدي بن كعب أحد يمنعني ، وقد عرفت قريش عداوتي إياها ، وغلظتي عليها ، ولكني أدلك على رجل أعز بها مني ، عثمان بن عفان ، فدعاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وبعثه إلى أبى سفيان ابن حرب وأشراف قريش ، يخبرهم أنه لم يأت لحرب ، وإنما جاء زائرا لهذا البيت ومعظما لحرمته . فخرج حتى أتى مكة ، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها ، فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ فلما فرغ عثمان من الرسالة قال له : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف ؛ فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . فاحتبسته قريش عندها ، فبلغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن عثمان قتل . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا نبرح حتى نناجز القوم " . ودعا الناس إلى البيعة .
ذكر بيعة الرضوان
كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، قال الثعلبى : وكانت سمرة . قال : وكان سبب هذه البيعة أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما بلغه أن عثمان بن عفان قتل قال : " لانبرح حتى نناجز القوم " ؛ ودعا الناس إلى البيعة ، قال : فكان الناس يقولون : بايعهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على الموت . وقال عبد الله ابن مغفل : كنت قائما على رأس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك اليوم وبيدي غصن من السمرة أذب عنه وهو يبايع الناس ، فلم يبايعهم على الموت وإنما

الصفحة 161