كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 169 """"""
قوم أولى بأس شديد " ولا نعلم من هم حتى دعا أبو بكر رضى الله عنه إلى قتال بنى حنيفة فعلمنا أنهم هم .
قوله تعالى : " فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما " قال آبن عباس رضى الله عنهما : لما نزلت هذه الآية قال أهل الزمانة : فكيف بنا يا رسول ؟ فأنزل الله عز وجل : ليس على الأعمى حرج يعني عن التخلف عن الجهاد والقعود عن الغزو ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج يعنى في ذلك ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما .
ثم أخبر الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) برضاه عن أهل بيعة الرضوان ، فقال تعالى : " لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحد الشجرة ، " وقد تقدم ذكر ذلك آنفا . ثم قال تعالى : " وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها . " وهي الفتوح التي تفتح لهم إلى يوم القيامة فعجل لكم هذه يعني خيبر . وسنذكر ذلك إن شاء الله تعالى عند ذكرنا لغزوة خيبر . ثم قال تعالى : " وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شئ قديرا " قال : معناه ووعدكم الله فتح بلدة أخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها لكم حتى يفتحها عليكم . واختلفوا فيها ، فقال ابن عباس وعبد الرحمن بن أبى ليلى والحسن ومقاتل : هي فارس والروم ، وقال الضحاك وابن زيد وابن إسحاق : هي خيبر ، وعدها الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) قبل أن يصيبها ، ولم يكونوا يذكرونها ولا يرجونها حتى أخبرهم الله بها . وهي رواية عطية وباذان عن ابن عباس . وقال قتادة : هي مكة . وقال مجاهد : ما فتحوا حتى اليوم .
قوله تعالى : " ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا ، " قال : يعني أسدا وغطفان وأهل خيبر . وقال قتادة : يعنى كفار قريش ، " سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا . " وقوله تعالى : " وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا ؛ " واختلفوا في هؤلاء ، فقال أنس : إن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الفجر عام الحديبية ليقتلوهم ، فأخذهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سلما