كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
وكذا ، فان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا - للمكان الذي ترك به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أصحابه - وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا ، فان كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا - للمكان الذي به قريش - ثم قال : من أنتما ؟ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : نحن من ماء . ويقال : أن الشيخ سفيان الضمرى . قال : ثم رجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى أصحابه ، فلما أمسى بعث على بن أبى طالب ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبى وقاص ، في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون له عليه الخبر ، فأصابوا راوية لقريش فيها أسلم ، غلام بنى الحجاج ، وعريض أبو يسار ، غلام بنى العاصي ، فأتوا بهما ؛ فسألهما رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن قريش ، فقالا : هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى ، فقال لهما : كم القوم ؟ قالا : كثير ؛ قالا : لا ندرى . قال كم ينحرون كل يوم ؟ قالا : تسعا ، ويوما عشرا ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : القوم ما بين التسعمائة والألف ، ثم قال لهما : فمن فيهم من أشراف قريش ؟ قالا : عتبة بن ربيعه ، وشيبة بن ربيعه ، وأبو البحتري بن هشام ، وحكيم بن حزام ، ونوفل بن خويلد ، والحارث بن عامر بن نوفل ، وطعيمة بن عدى بن نوفل ، والنصر بن الحارث ، وزمعة بن الأسود ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف ، ونبيه ومنبه آبنا الحجاج ، وسهيل بن عمرو ، وعمرو بن عبد ود ، فأقبل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على الناس فقال : هذه مكة قد ألقت أفلاذ كبدها . قال : وبلغ أبا سفيان الخبر بمقدم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد ورد ماء بدر ، فرجع إلى أصحابه سريعا وصرف وجه عيره عن الطريق ، فساحل بها ، وترك بدرا يساره ، وآنطلق . وأقبلت قريش ، فلما نزلوا الجحفة ، رأى جهيم بن الصلت بن مخرمة آبن عبد المطلب رؤيا فقال : أني فيما يرى النائم ، أو إني لبين النائم واليقظان ، إذ نظرت إلى رجل أقبل على فرس حتى وقف ، ومعه بعير له ، ثم قال : قتل عتبة بن ربيعه ، وشيبة بن ربيعه ، وأبو الحكم بن هشام ، وأمية بن خلف ، وفلان وفلان ، فعدد رجالا ممن كان قتل يوم بدر من أشراف قريش ، ورأيته ضرب في لبّة بعيره ، ثم أرسله في العسكر ، فما بقى خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه . قال : فبلغت أبا جهل بن هشام فقال : وهذا أيضا نبي أخر من بني عبد المطلب سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا . قال : ولما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره أرسل إلى قريش : إنكم إنما خرجتم

الصفحة 17