كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 173 """"""
استقام الإسلام بسيفه . يعجب الزراع قال : المؤمنون .
ليغيظ بهم الكفار قال : قول عمر لأهل مكة : لا نعبد الله سرا بعد اليوم .
رضوان الله عليهم أجمعين .
ذكر خبر أبى بصير ومن لحق به وانضم إليه
قد اختلف في اسمه ، فقيل : عبيد بن أسيد بن جارية . وقال ابن إسحاق : عتبة بن أسيد بن جارية . وعن أبى معشر قال : اسمه عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن سلمة بن عبد الله بن غيرة بن عوف بن قسي ، وهو ثقيف ابن منبه بن بكر هوازن ، حليف لبنى زهرة . وخبره وإن لم يكن داخلا في جملة الغزوات والسرايا فليس هو مناف لها ، وموجب إيرادنا إياه في هذا الموضع لتعلقه بغزوة الحديبية ، ولأن رده كان من شروط الهدنة . ونحن نورده هاهنا على ما أورده الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى ، رحمه الله تعالى ، في كتابه المترجم بدلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ، وما أورده أبو محمد عبد الملك بن هشام عن محمد ابن إسحاق رحمهم الله تعالى ، يدخل حديث بعضهم في حديث بعض ، قالوا : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المدينة انفلت رجل من أهل الإسلام من ثقيف ، يقال له : أبو بصير بن أسيد بن جارية الثقفي من المشركين ، فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مسلما مهاجرا ، وكان ممن حبس بمكة ، فكتب فيه أزهر بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة ، والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وبعثا رجلا من بني عامر بن لؤي ، ومعه مولى لهم ، ويقال : كانا من بني منقذ ، أحدهما مولى والآخر من أنفسهم ، واسمه جحش بن جابر ، وكان ذا جلد ورأى في أنفس المشركين ، وجعل لهما الأخنس في طلب أبى بصير جعلا ، فقدما على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا أبا بصير ، إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ، ولا يصلح لنا في ديننا الغدر ، وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا ، فانطلق إلى قومك . " فقال : يا رسول الله ، أتردني إلى المشركين يفتنونني في

الصفحة 173