كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 179 """"""
له فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع ، وما وجعهما حتى مضى لسبيله ، ثم أعطاه الراية وقال : " امض حتى يفتح الله عليك " قال : يا رسول الله ، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله ، فو الله لئن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم روى هذا الحديث أو نحوه أهل الصحة .
ومن رواية ابن إسحاق عن سلمة بن الأكوع قال : فنهض علي بالراية وعليه حلة أرجوان حمراء ، وقد أخرج حملها ، فأتى مدينة خيبر ، وخرج مرحب صاحب الحصن ، وعليه مغفر معصفر ، وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه ، وهو يرتجز ويقول : قد علمت خيبر أني مرحب . . . شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب . . . إذا الحروب أقبلت تلهب
كان حماى كالحمى لا يقرب
فبرز له بن أبى طالب فقال :
أنا الذي سمتنى حيدره . . . كليث غابات شديد قسوره
أكيلكم بالسيف كيل السندره
فاختلفا ضربتين ، فبدره علي رضى الله عنه فضربه ، فقد الحجر والمغفرة وفلق رأسه ، حتى أخذ السيف في الأضراس . ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر ، وهو يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر أني ياسر . . . شاكي السلاح بطل مغاور
إذا الليوث أقبلت تبادر . . . إن حماى فيه موت حاضر
وهو يقول : هل من مبارز ؟ فخرج إليه الزبير بن العوام رضى الله عنه ، وهو يقول :

الصفحة 179