كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 180 """"""
قد علمت خيبر أني زبار . . . قرم لقوم غير نكس فرار
أين حماة المجد ؟ أين الأخيار ؟ . . . ياسر ، لا يغررك جمع الكفار
فجمعهم مثل السراب الختار
فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب : أيقتل ابني يا رسول الله ؟ قال : " بل ابنك يقتله إن شاء الله " ثم التقيا ، فقتله الزبير . ومن رواية أخرى عن سلمة قال : فخرج علي رضى الله عنه يهرول هرولة وإنا لخلقه نتبع أثره ، حتى ركز رايته في رضم حجارة تحت الحصن ، فاطلع إليه يهودى من رأس الحصن فقال : من أنت ؟ قال : أنا علي بن أبى طالب ؛ فقال اليهودى : علوتم وما أنزل الله على موسى . وقال ابن إسحاق أيضا من رواية أبى رافع مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : خرجنا مع علي رضى الله عنه حين بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) برايته ، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم ، فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده ، فتناول علي بابا كان عند الحصن فترس به عن نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، ثم ألقاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة ، أنا ثامنهم ، نجهد على أن نقلب ذلك الباب ، فما نقلبه . قال محمد بن إسحاق وأبو بكر البيهقي وغيرهما : إن بني سهم من أسلم أتوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقالوا : يا رسول الله ، جهدنا وما بأيدينا من شئ ؛ فلم يجدوا عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) شيئا يعطيهم إياه ؛ فقال : اللهم إنك قد عرفت حالهم ، وأن ليست بهم قوة ، وأن ليس بيدى شئ أعطيهم إياه ، فافتح عليهم أعظم حصونها غناء ، وأكثرها طعاما وودكا ، فغدا الناس ، ففتح الله عليهم حصن الصعب بن معاذ ، وما بخيبر حصن كان أكثر منه طعاما وودكا . قال البيهقي : وافتتح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حصن ناعم ، فانتقل من كان من يهود بحصن مصعب بن معاذ وحصن ناعم إلى قلعة الزبير ، ويقال : حصن ناعم أول ما افتتح من حصونهم ، وعنده قتل محمود بن مسلمة ، ألقيت عليه رحى منه فمات . قال : وحصن الزبير حصن منيع في رأس قلة ، فحاصرهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) به ثلاثة أيام ، فجاءه رجل من اليهود يقال له : غزال ؛ فقال : يا أبا القاسم ،