كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 183 """"""
بين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وبينهم في ذلك محيصة بن أخو بني حارثة ، ثم سألوا أن يعاملهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على النصف كما عامل أهل خيبر ، فأجابهم إلى ذلك ؛ على أنا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم ؛ فكانت خيبر فيئا بين المسلمين ، وكانت فدك خالصة لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب .
ولما افتتح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خيبر قدم عليه جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه من أرض الحبشة ومن كان بقى بها من المسلمين ، فقبله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بين عينيه التزمه ، وقال : ما أدرى بايهما أنا أسر ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر .
ذكر تسمية من استشهد من المسلمين في غزوة خيبر
قالوا : استشهد من المسلمين في غزوة خيبر تسعة عشر رجلا . من قريش وحلفائهم خمسة نفر ، وهم رفاعة بن مسروح ، من بني أمية بن عبد شمس ، ومن حلفائهم ربيعة بن أكثم بن سخبرة ، وثقف بن عمرو بن سميط ، ومن حلفاء بني أسد ابن عبد العزى أبو عمير عبد الله بن الهبيب - ويقال ابن الهبيب - بن أهيب الليثي ، ومسعود بن ربيعة ، حليف لبنى زهرة ، من القارة . ومن الأنصار أربعة عشر رجلا ، وهم : بشر بن البراء بن معرور ، مات من الشاة المسمومة ، وفضيل بن النعمان ، ومسعود بن سعد بن قيس ، ومحمود بن مسلمة ، وأبو ضياح النعمان بن ثابت ، والحارث بن حاطب ، ممن شهد بدرا ، وعروة بن مرة بن سراقة ، وأوس بن الفائد ، وأنيف بن حبيب ، وثابت بن إثلة ، وطلحة ، ومبشر ، وعمارة بن عقبة ، وعامر بن الأكوع الأسلمى ، وكان قد برز له يهودى ، فبرز إليه وهو يقول :
قد علمت خيبر أني عامر . . . شاكي السلاح بطل مغامر واختلفا ضربتين ، فوقع سيف اليهودي في ترس عامر ، ووقع سيف عامر عليه ، فأصاب ركبة نفسه وساقه ، فمات منها . قال سلمة بن الأكوع : فمررت على نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهم يقولون : بطل عمل عامر ؛ فأتيت نبي الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأنا شاحب أبكي ، فقلت : يا رسول الله ، أبطل عمل عامر ؟ فقال : ومن قال ذلك ؟ قلت : بعض أصحابك ؛ قال : كذب من قاله ، بل أجره مرتين ، إنه لجاهد مجاهد .
واستشهد الأسود الراعي - واسمه أسلم ، وهو من أهل خيبر - وكان من حديثه

الصفحة 183