كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 188 """"""
الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما فتحت خيبر قال : يا رسول الله ، ان لي بمكة مالا عند صاحبتي أم شيبة بنت أبى طلحة ، ومال مفرق في تجار أهل مكة ، فأذن لي يا رسول الله . فأذن له ، فقال : إنه لابد لي يا رسول الله من أن أقول . قال : قل ، قال الحجاج : فخرجت حتى إذا قدمت مكة وجدت بثينة البيضاء رجالا من قريش يستمعون الأخبار ، ويسألون عن أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد بلغهم أنه قد سار إلى خيبر ، وقد عرفوا أنها قرية الحجاز ؛ ريفا ومنعة ورجالا ، فهم يتحسسون الأخبار ، ويسألون الركبان ، فلما رأوني قالوا : الحجاج بن علاط عنده والله الخبر ؛ قال : ولم يكونوا قد علموا بإسلامي ، فقالوا : أخبرنا يا أبا محمد ، فإنه بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر ، وهي بلد يهود وريف الحجاز ؛ قال : قلت : قد بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسركم ؛ فالتبطوا بجنبي ناقتي يقولون : إيه يا حجاج قال : قلت : هزم هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط ، وقتل أصحابه قتلا لم تسمعوا بمثله قط ، وأسر محمد أسرا ، وقالوا : لا نقتله حتى نبعث به إلى مكة ، فيقتلوه بين أظهرهم بمن أصاب من رجالهم . فقالوا وصاحوا بمكة ، وقالوا : لقد جاءكم الخبر ، وهذا محمد ، إنما تنتظرون أن يقدم به عليكم فيقتل بين أظهركم . قال : قلت : أعينوني على جمع مالي بمكة على غرمائي ، فإني أريد أن أقدم خيبر ، فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى ما هنالك . قال : فقاموا فجمعوا لي مالي كأحث جمع سمعت به . قال : وجئت صاحبتي فقلت : مالي - وقد كان لي عندها مال موضوع - لعلي ألحق بخيبر ، فأصيب من فرص البيع قبل أن يسبقني التجار ؛ قال : فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر وجاءه عني ، أقبل حتى وقف إلى جنبي وأنا في خيمة من خيم التجار ، فقال : يا حجاج ، ما هذا الخبر الذي جئت به ؟ قال : قلت : وهل عندك حفظ لما وضعت عندك ؟ قال : قلت : وهل عندك حفظ لما وضعت عندك ؟ قال : نعم ؛ قلت : فاستأخر عني حتى أفرغ . قال : فلما فرغت من جمع كل شئ كان لي بمكة ، وأجمعت الخروج لقيت العباس فقلت : احفظ علي حديثي يا أبا الفضل ، فإني أخشى الطلب ثلاثا ، ثم قل ما شئت . قال : أفعل ؛ قلت : فإني والله تركت ابن أخيك عروسا على بنت ملكهم - يعني صفية بنت حي بن أخطب - ولقد افتتح خيبر ،

الصفحة 188