كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 19 """"""
فقال سعد بن معاذ : يا نبي الله ، نبتني لك عريشا تكون فيه ، وتكون عندك ركائبك ، ثم نلقى عدونا ، فان أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا ، وان كانت الأخرى جلست على ركائبك ، فلحقت بمن وراءنا من قومنا ، فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد لك حبا منهم ، ولو ظنوا أن تلقى حربا ما تخلفوا عنك ، يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك ، فأثنى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عليه خيرا ، ثم بنى لرسول الله عليه وسلم عريش ، فكان فيه . قال : وأرتحلت قريش حين أصبحت فأقبلت ، فلما رآها رسول الله صلى الله عله وسلم قال : الهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفجرها ، تحاك وتكذب رسولك ، الهم فنصرك الذي وعدتني ، الهم أحنهم الغداة . قال ابن سعد : كانت قريش تسعمائة وخمسين ، وخيلهم مائة فرس ، وكان لهم ثلاثة ألوية ، لواء مع أبي عزيز بن عمير ، ولواء مع النضر بن الحارثن ولواء مع طلحة بن أبي طلحة . قال أبن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار وغيره ، عن أشياخ من الأنصار ، قال : لما آطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحى فقالوا : أحزر لنا أصحاب محمد ، فجال بفرسه حول العسكر ، ثم رجع اليهمإليهمل : ثلاثمائة رجل يزيدون قليلا أو ينقصونه ، ولكن أمهلوني حتى أنظر ، أللقوم كمين أو مدد ؟ قال : فضرب في الوادي حتى أبعد ، فلم يرى شيئا ، فرجع إليهم ، فقال : ما رأيت شيئا ، ولكنى رأيت يا معشر قريش البلايا ، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم ، أما ترونهم حرصا لا يتكلمون ، يتلمظون تلمظ الأفاعي ؛ والله أرى أن يقتل رجل منكم ، فإذا أصابوا منكم

الصفحة 19