كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 191 """"""
ذكر سرية أبى بكر الصديق رضى الله عنه إلى بنى كلاب بنجد
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شعبان سنة سبع من مهاجره . روى عن سلمة بن الأكوع قال : غزوت مع أبى بكر رضى الله عنه إذ بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علينا ، فسبى ناسا من المشركين فقتلناهم ، وكان شعارنا : أمت أمت . قال : فقلت بيدي سبعة أهل أبيات من المشركين . وعنه أيضا قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبا بكر إلى فزارة . وهذا الذي صححه مسلم . وعن إياس بن سلمة بن الأكوع قال : حدثني أبى قال : غزونا فزازة وعلينا أبو بكر رضى الله عنه ، أمره رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علينا ، فلما كان بينه وبين القوم ساعة أمرنا أبو بكر فعرسنا ، ثم شن الغارة فورد الماء ، فقتل من قتل وسبى من سبى . ثم قال سلمة : فرأيت عنقا من الناس فيهم الذرارى ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل ، فرميت بسهم بينهم وبين الجبل ، فلما رأوا السهم وقفوا ، فجئت بهم أسواقهم ، وفيهم امرأة من بني فزازة ، معها ابنة لها من أحسن العرب ، فسقتهم حتى أتيت بهم أبا بكر رضى الله عنه فنفلنى ابنتها ، فقدمنا المدينة وما كشفت لها ثوبا ، فلقيني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في السوق ، فقال : يا سلمة ، هب لي المرأة . فقلت : يا رسول الله ، قد أعجبني وما كشفت لها ثوبا ؛ ثم لقيني من الغد في السوق ، فقال : يا سلمة ، هب لي المرأة ، لله أبوك .
فقلت : هي لك يا رسول الله ؛ فبعث بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى أهل مكة ، ففدى بها ناسا من المسلمين كانوا أسروا بمكة . روى هذا الحديث مسلم .
ذكر سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى فدك
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شعبان سنة سبع من مهاجره في ثلاثين رجلا إلى بني مرة