كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 193 """"""
ذكر سرية بشير بن سعيد إلى يمن وجبار
كانت هذه السرية في شوال سنة سبع من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بلغه أن جمعا من غطفان بالجناب قد واعدهم عيينة بن حصن ليكون معهم ليزحفوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فدعا بشير بن سعد فعقد له لواء ، وبعث معه ثلثمائة رجل ، فساروا حتى أتوا يمن وجبار ، وهو نجو الجناب - والجناب يعارض سلاح وخيبر ووادي القرى - فدنوا من القوم فأصابوا لهم نعما كثيرا ، وتفرق الرعاء فحذروا الجمع ، فتفرقوا ولحقوا بعلياء بلادهم ، وخرج بشير بن سعد في أصحابه حتى أتى محالهم فلم يجد فيها أحدا ، فرجع بالنعم ، وأصاب منهم رجلين ، فأسرهما وقدم بهما المدينة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأسلهما ( صلى الله عليه وسلم ) .
ذكر سرية ابن أبى العوجاء السلمي إلى بني سليم
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في ذي الحجة سنة سبع من مهاجره في خمسين رجلا إلى بني سليم ، وذلك بعد انصراف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من مكة بعد عمرة القضاء ، فخرج إليهم وتقدمه عين لهم كان معه ، فحذرهم ، فتجمعوا ، فأتاهم ابن أبى العوجاء وهم معدون له ، فدعاهم إلى الإسلام ، فقالوا : لا حاجة لنا إلى ما دعوتنا إليه . فتراموا ساعة بالنبل ، وجعلت الأمداد تأتي حتى أحدقوا بهم من كل ناحية ، فقاتل القوم قتالا شديدا حتى قتل عامتهم ، وأصيب آبن أبى العوجاء جريحا مع القتلى ، ثم تحامل حتى بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقدموا المدينة في أول يوم من صفر سنة ثمان من الهجرة .
ذكر سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكديد
كانت في صفر سنة ثمان من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . روى عن جندب بن مكيث الجهني قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) غالب ابن عبد الله الليثي ، ثم أحد بني كلب بن عوف في سرية ، فكنت فيهم ، وأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملوح بالكديد - وهو من بني ليث - قال : فخرجنا حتى إذا كنا لقينا الحارث بن البرصاء ، فأخذناه ،