كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 195 """"""
ذكر سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بالسى
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر ربيع الأول سنة ثمان من الهجرة في أربعة وعشرين رجلا إلى جمع من هوازن بالسى ، من ناحية ركبة ، من وراء المعدن ، وهي من المدينة على خمس ليال ، وأمره أن يغير عليهم ، فسار حتى صبحهم وهي غارون ، فأصابوا نعما كثيرا وشاء ، فآستاقوا ذلك حتى قدموا المدينة ، وغابت هذه السرية خمس عشرة ليلة .
ذكر سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح
بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كعب بن عمير الغفاري في شهر ربيع الأول سنة ثمان من الهجرة في خمسة عشر رجلا ، فساروا حتى آنتهوا إلى ذات أطلاح ، من أرض الشام ، وهي من وراء وادي القرى ، فوجدوا جمعا كثيرا من جمعهم ، فدعوهم إلى الإسلام .
فلم يستجيبوا لهم ، ورشقوهم بالنبل ، فلما رأى ذلك أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قاتلوه أشد القتال حتى قتلوا ، وأفلت منهم رجل جريح ، فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبره الخبر ، فشق ذلك عليه ، وهم بالبعث إليهم ، فبلغه أنهم قد ساروا إلى مواضع أخر ، فتركهم .
ذكر سرية مؤتة
ومؤتة بأدنى البلقاء بالقرب من الكرك .
كانت هذه السرية في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة . وسبب بعث هذه السرية أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعث الحارث بن عمير الأزدى إلى ملك بصرى بكتاب ، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني ، فقتله ، ولم يقتل لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) غيره ، فآشتد ذلك عليه ، وندب الناس فأسرعوا وعسكروا بالجرف ، وهم ثلاثة

الصفحة 195