كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 198 """"""
قد طال ما قد كنت مطمئنة . . . هل أنت إلا نطفة في شنة
وقال أيضا رضى الله عنه :
يا نفس إلا تقتلي تموتي . . . هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنيت فقد أعطيت . . . إن تفعلي فعلهما هديت
وإن توليت فقد شقيت
يريد بقوله : فعلهما صاحبيه زيدا وجعفرا ؛ ثم نزل . فأتاه آبن عم له بعرق من لحم : فقال : شد بهذا صلبك ، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت ، فأخذه من يده فانتهس منه نهسة ، ثم سمع الحطمة من ناحية الناس ، فقال : وأنت في الدنيا ثم ألقاه من يده ، وأخذ سيفه وتقدم ، فقاتل حتى قتل .
ثم أخذ الراية ثابت بن أرقم ، يا معشر الناس ، اصطلحوا على رجل منكم ؛ فقالوا : أنت ؛ ما أنا بفاعل . فآصطلح الناس على خالد بن الوليد ، فلما أخذ الراية دافع القوم وحاشى بهم ، ثم آنحاز وآنحيز عنه ، وانكشف ، فكانت الهزيمة ، فتبعهم المشركون ، فقتل من قتل من المسلمين ، ورفعت الأرض لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى نظر إلى معترك القوم ، فلما أخذ خالد بن الوليد اللواء قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " الآن حمى الوطيس . " قال محمد بن إسحاق : ولما أصيب القوم قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا ، " ثم صمت حتى تغيرت وجوه الأنصار ، وظنوا أنه قد كان في عبد الله ابن رواحة بعض ما يكرهون ؛ فقال : ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا .
قال آبن إسحاق : وكان قطبة بن قتادة العذرى حمل على مالك بن زافلة فقتله

الصفحة 198