كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 199 """"""
وهو على المائة ألف التي آجتمعت من العرب ، فقال في ذلك :
طعنت آبن زافلة بن الإراش . . . برمح مضى فيه ثم آنحطم
ضربت على جيده ضربة . . . فمال كما مال غصن السلم
قال : ولما سمع أهل المدينة بإقبال جيش مؤتة تلقوهم بالجرف ، فجعل الناس يحثون في وجوههم التراب ويقولون : يا فرار ، فررتم في سبيل الله ؟ فيقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ليسوا يفروا ، ولكنهم كرار إن شاء الله . "
ذكر تسمية من استشهد من المسلمين يوم مؤتة
استشهد من قريش ومواليهم أربعة نفر ، وهم : جعفر بن أبى طالب ، وزيد ابن حارثة مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومسعود بن الأسود بن حارثة ابن نضلة ، ووهب بن سعد بن أبى سرح . وآستشهد من الأنصار : عبد الله ابن رواحة ، وعباد بن قيس ، والحارث بن النعمان بن إساف ، وسراقة بن عمرو وأبو كليب وجابر آبنا عمرو بن زيد ، وعمرو وعامر آبنا سعد بن الحارث بن عباد ، رضوان الله عليهم أجمعين .
ذكر سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل
وهي وراء وادي القرى ، وبينها وبين المدينة عشرة أيام ، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة . وسبب بعث هذه السرية أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بلغه أن جمعا من قضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فدعا عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار ، ومعهم ثلاثون فرسا ، وأمره أن يستعين بمن به من بلى وعدرة وبلقين ، فسار الليل وكمن النهار ، فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعا كثيرا ، فبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يستمده ، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين ، وعقد لواء ، وبعث معه سراة المهاجرين والأنصار ، وفيهم أبو