كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 201 """"""
ذكر سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة وهي أرض محارب بنجد
قالوا : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبا قتادة بن ربعي الأنصاري في شعبان سنة ثمان من الهجرة ومعه خمسة عشر رجلا إلى غطفان ، وأمره أن يشن عليهم الغارة ، فسار الليل وكمن النهار ، فهجم على حاضر منهم عظيم ، فأحاط به ، فصرخ رجل منهم : يا خضرة وقاتل منهم رجال ، فقتلوا من أشرافهم ، وآستاقوا النعم ، فكانت الإبل مائتي بعير ، والغنم ألفي شاة ، وسبوا سبيا كثيرا ، وجمعوا الغنائم ، فأخرجوا الخمس ، وقسموا ما بقى على السرية ، فأصاب كل رجل منهم آثنا عشر بعيرا ، وعدل البعير بعشرة من الغنم ، وصارت في سهم أبى قتادة جارية وضيئة ، فآستوهبها منه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فوهبها له ، فوهبها ( صلى الله عليه وسلم ) لمحمية بن جزء . وغابوا في هذه السرية خمس عشرة ليلة .
ذكر سرية أبى قتادة ربعى الأنصاري إلى بطن إضم
كانت هذه السرية في أول شهر رمضان سنة ثمان من هجرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . قالوا : لما هم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة في ثمانية نفر سرية إلى بطن إضم - وهي فيما بين ذي خشب وذي المروة وبينها وبين المدينة ثلاثة برد - ليظن ظان أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) توجه إلى تلك الناحية ، ولأن تذهب بذلك الأخبار ، وكان في السرية محلم بن جثامة الليثي ، فمر عامر بن الأضبط الأشجعي ، فسلم بنحية الإسلام ، فأمسك عنه القوم ، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله لشئ كان بينهما ، وسلبه بعيره ومتاعه ، فلما لحقوا برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نزل فيهم من القرآن قوله تعالى : " يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة " الآية . فمضوا ولم يلقوا جمعا فانصرفوا حتى انتهوا إلى ذي خشب ، فبلغهم أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد توجه إلى مكة ، فأخذوا على يين حتى لقوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالسقيا .
ذكر غزوة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عام الفتح والسبب الذي أوجب نقض العهد وفسخ الهدنة
كانت هذه الغزوة في رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعلى

الصفحة 201