كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 203 """"""
هم بيتونا بالوتير هجدا . . . وقتلونا ركعا وسجدا
يقول : قتلنا وقد أسلمنا ، ويروى بدل قوله : قد كنتم ولدا وكنا والدا .
نحن ولدناك فكنت ولدا قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نصرت يا عمر بن سالم .
وروى محمد بن سعد في طبقاته ، قال : فقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يجر رداءه ويقول : لا نصرت إن لم أنصر بني كعب مما أنصر منه نفسي .
ثم عرض له سحاب ، فقال : إن هذا السحاب ليستهل بنصر بني كعب . قال محمد بن إسحاق : وقدم بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأخبره بما أصيب منهم ، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم ثم آنصرفوا راجعين إلى مكة ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأصحابه : كأنكم بأبى سفيان قد جاءكم ليشد العقد ويزيد في المدة ، ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه حتى لقوا أبا سفيان بن حرب بعسفان ، قد بعثنه قريش إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليشد العقد ، ويزيد في المدة ، فقال له أبو سفيان : من أين أقبلت يا بديل ؟ قال : تسيرت في خزاعة في هذا الساحل وفي بطن هذا الوادي ؛ قال : أو ما جئت محمدا ؟ قال : لا ، وفارقه ، فقال أبو سفيان : لئن كان بديل جاء إلى يثرب لقد علف النوى بها ، فأتى مبرك راحلته فأخذ من بعرها ففته ، فرأى فيه النوى ، فقال : أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا ؛ ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، فدخل على آبنته أم حبيبة ، وذهب ليجلس على فراش النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فطوته ، فقال : يا بنية ، ما أدرى أرغبت بي عن هذا الفراش ، أم رغبت به عني ، قالت : بل هو فراش رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأنت رجل مشرك نجس ، فلم أحب أن تجلس على فراش رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ فقال . والله لقد أصابك بعدى يا بنية شر ، ثم خرج حتى أتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فكلمه ، فلم يرد علمه شيئا ، ثم ذهب إلى أبى بكر وكلمه أن يكلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : ما أنا بفاعل ؛ ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه ، فقال : أنا أشفع لكم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ فو الله لو لم أحد إلا الذر لجاهدتكم به ؛ ثم دخل على علي بن أبى طالب ، وعند فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعندها الحسن آبنها غلام يدب بين يديها ، فقال : يا علي إنك أمس القوم بي رحما ، وإني قد جئت في حاجة فلا

الصفحة 203