كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 208 """"""
ذكر خروج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من المدينة إلى مكة ، ومن جاءه في طريقه قبل دخوله مكة
قال : ولما تهيأ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) للغزاة بعث إلى من حوله من العرب فجلبهم ، وهم أسلم ، وغفار ، ومزينة ، وجهينة ، وأشجع ، وسليم ، فمنهم من وافاه بالمدينة ، ومنهم من لحقه في الطريق ، وكان المسلمون في غزوة الفتح عشرة آلاف ، وآستخلف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ؛ قاله محمد بن سعد .
وقال محمد بن إسحاق ، وأبو بكر أحمد البيهقي : استخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين بن عتبة بن خلف الغفاري ، وخرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من المدينة يوم الأربعاء لعشر ليال خلون من شهر رمضان بعد العصر ، فلما انتهى إلى الصلصل قدم أمامه الزبير بن العوام في مائة من المسلمين ، وسام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وصام الناس حتى إذا كان بالكديد بين عسفان وأمج أفطر ، ونادى مناديه : من أحب أن يفطر فليفطر ، ومن أحب أن يصوم فليصم .
قال ابن سعد : فلما كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بقديد عقد الألوية والرايات ودفعها إلى القبائل .
قال محمد بن إسحاق : ثم مضى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى نزل مر الظهران وهو في عشرة آلاف من المسلمين ، فسبعت سليم ، وبعضهم يقول : ألفت مزينة ، وفي كل القبائل عدد وإسلام ، وأوعب معه المهاجرون والأنصار . قال : ولما كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في بعض الطريق لقبه عمه العباس بن عبد المطلب .
قال آبن هشام : لفيه بالجحفة مهاجرا بعياله ، وكان قبل ذلك بمكة على سقايته ، وقد قدمنا أنه أسلم عند آنصراف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من غزوة بدر ، قال : ولقيه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبى أمية بن المغيرة ، لقياه بنيق