كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 209 """"""
العقاب بين مكة والمدينة ، والتمسا الدخول عليه ، وكامته أم سلمة رضى الله عنها فيهما ، فقالت : يا رسول الله ، ابن عمك ، وآبن عمتك وصهرك فقال : لا حاجة لي بهما ، أما ابن عمي فهتك عرضي ، وأما آبن عمتي وصهري فهو الدي قال لي بمكة ما قال ، فلما خرج الخبر بذلك إليهما ومع أبى سفيان بنى له قال : والله لتأذنن لي أو لآخذن بيد بني هذا ، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا ؛ فلما بلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رق لهما ، ثم أذن لهما فدخلا عليه ، فأسلما ، وأنشد أبو سفيان بن الحارث يعتذر مما كان قد مضى من فعله ، فقال :
لعمرك إني يوم أحمل راية . . . لتغلب خيل اللات خيل محمد
لكا لمدلج الحيران أظلم ليله . . . فهذا أواني حين أهدى وأهتدى
هداني هاد غير نفسي ودلني . . . على الحق من طردت كل مطرد
أصد وأنأى جاهدا عن محمد . . . وأدعي وإن لم أنتسب من محمد
هم ما هم من لم يقل بهواهم . . . وإن كان ذارأى يلم ويفند
أريد لأرضيهم ولست بلائط . . . مع القوم ما لم أهد في كل مقعد فقل لثقيف : لا أريد قتالها . . . وقل لثقيف تلك : غيري أو عدى
فما كنت في الجيش الذي نال عامرا . . . وما كان عن جرا لساني ولا يدي
قبائل جاءت من بلاد بعيدة . . . نزائع جاءت من سهام وسردد

الصفحة 209