كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 21 """"""
أثبت صاحبه ، وكر حمزة وعلىّ بأسيافهما على عتبة فذففا عليه ، واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابه . قال محمد بن سعد : وفي عبيدة وعتبة نزل قوله تعالى : هذان خصمان أختصموا في ربهم . قال : ثم زحف الناس ودنا بعضهم من بعض . وكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان ، على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة . وعدل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الصفوف ، ورجع إلى العريش ، فدخله هو وأبو بكر الصديق ليس معه غيره فيه ، وهو ( صلى الله عليه وسلم ) يناشد ربهما وعده من النصر ، ويقول فيما يقول : اللهم ان تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد ، وأبو بكر يقول : يابنى الله ، بعض مناشدتك ربك ، فان الله منجزك ما وعدك . وخفق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خفقة ثم أنتبه ، فقال : أبشر يا أبا بكر ، أتاك نصر الله ، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده ، على ثنايا النفع . قال ابن إسحاق : ورمى مهجع مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل ، وكان أول قتيل قتل من المسلمين ، ثم رمى حارثة بن سراقة ، أحد بنى عدى بن النجار ، وهو يشرب في الحوض بسهم ، فأصاب نحره ، فقتل . ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الناس يحرضهم ، وقال : والذي نفس محمد بيده ليقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة ، فقال عمير بن الحمام أخو بنى سلمة ، وفي يده تمرات يأكلهن : نج نج أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلنى هؤلاء ؟ ثم قذف التمرات من يده ، وأخذ سيفه وقاتل حتى قتل . وقال عوف بن الحارث - وهو ابن عفراء - يا رسول الله : ما يضحك الرب من

الصفحة 21