كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
طالب : أدركه فخذ الراية منه ، فآدخل أنت بها . حكاه آبن إسحاق .
وقال محمد بن سعد : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أخذ الراية من سعد ودفعها لآبنه قيس بن سعد .
وذكر يحي بن سعيد الأموي في السير : أن سعد بن عبادة لما أخذ الراية مر على أبى سفيان ، فقال سعد إذ نظر إليه . اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ، اليوم أذل الله قريشا ، فأقبل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في كتيبة الأنصار حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه : يا رسول الله ، أمرت بقتل قومك ؟ فإنه زعم سعد ومن معه حين مر بنا أنه قاتلنا ، وقال : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ، اليوم أذل الله قريشا ؛ وإني أنشدك الله في قومك ، فأنت أبر الناس وأوصلهم وأرحمهم .
وقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف : يا رسول الله ، والله ما نأمن سعدا أن تكون منه قريش صولة ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا أبا سفيان ، اليوم يوم المرحمة ، اليوم أعز الله فيه قريشا . " وقال ضرار بن الخطاب الفهري يومئذ : يا نبي الهدى إليك لجا حي قريش ولات حين لجاء
حين ضاقت عليهم سعة الأر . . . ض وعاداهم إله السماء
وآلتقت حلقتا البطان على القو . . . م ونودوا بالصيلم الصلعاء
إن سعدا يريد قاصمة الظه . . . ر بأهل الحجون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الغي . . . ظ رمانا بالنسر والعواء
وغر الصدر لا يهم بشئ . . . غير سفك الدما وهتك النساء
قد تلظى على البطاح وجاءت . . . عنه هند بالسوءة السوآء
إذ ينادى بذل حي قريش . . . وآبن حرب بدا من الشهداء

الصفحة 213