كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 17)
"""""" صفحة رقم 214 """"""
فلئن أقحم اللواء ونادى . . . يا حماة اللواء أهل اللواء
ثم ثابت إليه من بهم الخز . . . رج والأوس أنجم الهيجاء
لتكونن بالبطاح قريش . . . فقعة القاع في أكف الإماء
فآنهيه فإنه أسد الأس . . . د لدى الغاب والغ في الدماء
إنه مطرق يريد لنا الأم . . . ر سكوتا كالحية الصماء
قال : فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى سعد بن عبادة فنزع اللواء من يده ، وجعله بيد قيس آبنه ، ورأى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن اللواء لم يخرج عنه إذ صار إلى آبنه ، وأبى سعد أن يسلم اللواء إلا بأمارة من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأرسل إليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعمامته ، فعرفها سعد ، فدفع اللواء إلى آبنه قيس . قال : وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خالد بن الوليد ، وكان على المجنبة اليمنى ، أن يدخل ببعض الناس من الليط أسفل مكة ، وكان معه : أسلم ، وسليم وغفار ، ومزينة ، وجهينة ، وقبائل من العرب ، وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ودخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من أذاخر ، حتى نزل بأعلى مكة ، وضربت له هناك قبة ، ونهى عن القتال ، وعبر أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الأماكن التي أمرهم ( صلى الله عليه وسلم ) أن يدحلوا منها ، لم يلقوا كيدا ، إلا خالد بن الوليد فإن صفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبى جهل ، وسهيل بن عمرو جمعوا جمعا من قريش ، ووقفوا بالخندمة ليقاتلوا خالد بن الوليد ، ويمنعوه من الدخول ، وشهروا السلاح ورموا بالنبل ، فصاح خالد في أصحابه وقاتلهم ، فقتل أربعة وعشرون رجلا من قريش ، وأربعة نفر من هذيل ، وانهزموا أقبح هزيمة ، فلما ظهر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على ثنية أذاخر رأى البارقة فقال : ألم أنه عن القتال ؟ فقيل : يا رسول الله ، إن خالد بن الوليد قوتل فقاتل ؛ فقال : قضاء الله خير ، وقتل من المسلمين رجلان كانا سلكا طريقا غير طريق خالد فقتلا ، وهما كرز بن جابر الفهري ، وحبيش بن خالد الخزاعي . قاله محمد بن سعد .